قد يمضي أحدهم 25 عامًا في نفس المكتب، بنفس الروتين، بنفس الأدوات، ولم يُضف يومًا جديدًا لفكره أو لقيمته المضافة داخل المؤسسة.
وفي المقابل، قد تجد شابًا في الخامسة والثلاثين، لا يملك “عدد السنوات”، لكنه يمتلك:
• وعيًا متجددًا.
• أدوات حديثة.
• حسًا بالمسؤولية الجماعية.
• وجرأة على التفكير خارج الصندوق.
هذا التفاوت ليس تقليلًا من قيمة الأقدمية، ولكن تنبيهٌ إلى أن السنوات لا تكفي وحدها لصناعة الخبراء.
التأثير هو المعيار الأصدق
الخبير الحقيقي هو من:
• يُبسط الأمور المعقدة.
• يُعلّم من حوله دون غرور.
• يرى العيب قبل أن يقع.
• ويقترح الحل قبل أن يُطلب منه.
تلك علامات لا تأتي بالسن وحده، بل بالتأمل، والممارسة، والتطوير الذاتي المستمر.
متى تُصبح الخبرة عبئًا؟
عندما تتحول إلى “حائط صد” ضد التغيير.
عندما يُقال: “نحن نعرف أكثر لأننا الأقدم”، دون النظر إلى من يفكر أو يُنتج أو يبادر.
وحين يُستخدم لقب “خبير” كدرع ضد أي تطوير… تتحول التجربة الطويلة من رصيد إلى عبء.
ما نحتاجه؟
ثقافة مؤسسية تُوازن بين:
• احترام التاريخ الوظيفي،
• وتشجيع العقول المتجددة،
• ومنح الفرص لمن يضيف… لا لمن اكتفى بما كان.
الخلاصة.. أن الخبرة الحقيقية لا تُقاس بعدد السنين، بل بكم مرة استطاع صاحبها أن يحل مشكلة، أن يُلهم فريقًا، أن يتقدم خطوة ويأخذ المؤسسة معه.
وفي بيئة الصناعة والطاقة، حيث المتغيرات سريعة، لا ينجو إلا من يجدد عقله قبل أدواته… ومن يُدرك أن القيمة لا تأتي من البقاء طويلًا، بل من الأثر العميق.
…….
كاتب المقال: د. حمدي الهراس
دكتوراه في إدارة الأعمال
كاتب مهتم بتطوير الأداء الإداري والصناعي
dr.hamdyelharras@gmail.com